ناوي شغل

ما هي حقوق المرأة

النهاردة يا صديقي أنا جاي اكلمك عن أهم كائن موجود على الأرض، كائن بسيط ورقيق، لكن الكل بيقول إنه مش فاهمه، كائن كان ضحية على مدار التاريخ، لكن الكل بيدعي إنه سبب المشاكل، النهاردة هنتكلم عن المرأة يا صديقي، عزيزتي المرأة اهدي ومتاخديش الموضوع على أعصابك، انا عارف إن الأيام دي لبش بس استحملينا شوية..

والسؤال الأهم، هل المرأة دلوقتي بتتعامل أحسن من زمان وبالفعل حصلت على حقوقها؟

لماذا بدأت الحركات النسوية؟

قبل ما نبدأ كلامنا في أي حاجة، عايزك تسيبك من نقاشات السوشيال ميديا اللي مافيش جدوى منها وخرج المرأة برا المطبخ ودماغك وتعالى، في مقال تم نشره على موقع Open Edition journals بعنوان الحركة النسويّة المصرية : بين الموروث الثقافي والنشاط السياسي.

بتقول كاتبة المقال حنين البرازي إن من بعد الحملة الفرنسية وحتى الحرب العالمية الأولى، بدأت احتكاك العرب بالغرب بشكل كبير جداً، بسبب إرسال البعثات العلمية لأوروبا، وده اللي سبب انفتاح ثقافي وفكري من المفكرين العرب على الثقافة والفكر الأوروبي، وده بالتالي كون بيئة خصبة لإعادة هيكلة الثقافة الاجتماعية وبناءً عليه ظهرت أول بوادر للحركات النسوية وبتقول بالنص: وبرزت أسماء كتّاب ومفكرين ساهموا بالدفع نحو تحرير المرأة عبر التعليم والعمل ورفع الحجاب، وكان من أهم تلك الأسماء كاتبان هما "رفاعة الطهطاوي" و"قاسم أمين".

وبدأت الكاتبة المصرية هدى شعراوي تأسس التيار النسوي الليبرالي التحرري، وبتقول هدى شعراوي إن غرضها الأساسي كان تعليم المرأة ومشاركتها في العمل وبناء البلد والحصول على نفس حقوق وواجبات الرجال في المجتمع. وهدى شعراوي كان ليها دور مركزي في تغيير البنية الأساسية للمجتمع فيما يخص المرأة لكن ده كان في مجتمع معين — وكانت كل الصحف والجرايد بتتكلم عنها في وقتها وقد إيه هي أحدثت ثورة فيما يخص المرأة. كتبت عنها الباحثة "إلين فلايشمان" في كتاب من التاريخ الاجتماعي للنساء والنوع: "إنّ هدى شعراوي ساهمت في بروز طبقة نسائية كانت تختفي وراء الأسوار والنقاب، لا تستطيع أن تنال أي وجود لها في دنيا الأنشطة العامة والسياسية". ركز على حتة الأنشطة العامة والسياسية دي عشان مهمة.

فضلت هدى شعراوي في نضالها لحد ما قادت أول مظاهرة نسائية ضد الاحتلال الإنجليزي سنة 1919، وسنة 1923 أسست الاتحاد النسائي المصري ووضعت له أهداف رفع المستوى الأدبي والاجتماعي للمرأة للاشتراك مع الرجال في الحقوق والواجبات. وأنشأت مجلة بالفرنسية اسمها "المصرية" سنة 1925 كمنصة للحركة النسوية.

وتفاجئ هدى شعراوي الشعب المصري بتخلعها الحجاب عند عودتها من مؤتمر المرأة في روما سنة 1923، لكن مش هدى بس اللي أسّست حركات نسوية — كان فيه أيضاً "الأخوات المسلمات" بقيادة زينب الغزالي، اللي كانت عضو في الاتحاد النسائي المصري ثم انفصلت وأسست جمعية السيدات المسلمات وانضمت لاحقًا لتيار الإخوان.

السؤال الأهم هنا: ليه بدأت الحركات؟ الإجابة البسيطة: لأن المرأة كانت معزولة من التعليم والعمل والمشاركة السياسية، والحركات كانت رد فعل لهذا الواقع.

لمحات من التاريخ: كيف تعاملت الحضارات مع المرأة؟

تعالى نرجع بالتاريخ لورا كام ألف سنة ونشوف المرأة كانت بتتعامل ازاي. وطبعاً أول حاجة هتيجي في دماغك إن العرب كانوا بيوءدوا بناتهم والاسلام اضطهد المرأة — لكن خلينا نركن النقطتين دول على جنب ونتكلم عن حضارات تانية.

أرسطو، من الفلاسفة الإغريق، كان عنده نظرة دونية للنساء وبيعتقد إن المرأة تشوه لذكر غير مكتمل، وإن الرجالة لازم يأمروا والنساء مطيعات لأنهن أدنى — ده انعكس في جزء من التفكير اليوناني القديم. وفي مقال على موقع The National Library of Medicine اتقال إن مصطلح misogyny (كراهية النساء) مشتق من الكلمة اليونانية “mīsoguníā”. وبتحكي الاسطورة اليونانية (هيسود) عن باندورا اللي جابت الشرور للعالم، وهي صورة أسطورية بتبرر نظرة سلبية تجاه المرأة في بعض الأحيان.

أما في الحضارة المصرية القديمة فالوضع كان مختلف: المرأة كانت تتمتع بحقوق قانونية ومالية كثيرة. ممتلكات الأرض كانت تُورَّث عبر الخط الأنثوي في بعض الحالات، وكانت المرأة تقدر تدير ممتلكاتها وتشارك في العقود وتشهد أمام القضاء وتتبنى، وفي بعض الحالات كانت لها مكانة مرموقة. لكن حتى هناك، ممارسة الحقوق كانت تتوقف على الظروف الاجتماعية ودعم الرجال، وبعض النساء لم يستفدن فعليًا من الحقوق القانونية وفضلن الحياة التقليدية في البيت.

مواضيع قد تهمك

التطور الإسلامي والاجتماعي

وبعد الحضارات القديمة جاء الإسلام وواجه واقعًا كان فيه بعض العرب يمارسون عادة الوأد. الدين جاء بمنع الوأد وأعطى حقوقًا للمرأة من جهة، وشدّد على دور الأسرة كركن للمجتمع. هناك قراءة تقول إن الإسلام دعم دور المرأة داخل الأسرة بينما لم يمنع التعلم أو العمل بشكل قاطع، لكن في التطبيق الاجتماعي أحيانًا اختلط الدين بالموروث الثقافي.

مثال هدى شعراوي يوضح نقطة مهمة: هي كانت متعلمة ومتربية في بيئة أوروبية التأثير، فحركتها ركزت على تعليم المرأة وتحررها الاجتماعي (بما في ذلك رفع الحجاب في تلك الفترة)، لكن أثرها كان محدودًا في المجتمعات الأخرى اللي ظلّت متمسكة بالتقاليد. ده بيوضح إن التغيير كان مرتبطًا بنطاق اجتماعي معين مش شامل لكل الطبقات.

هل استفادت المرأة فعلاً؟

اللي ممكن نستنبطه إن دافع بعض رائدات الحركة مكانش مجرد خدمة المرأة عامةً، بل كان مرتبكًا بثقافات ونماذج اجتماعية معينة — وده السبب إن تأثيرهن كان أقوى في طبقات معينة (مثال: المدُن والطبقات المتعلمة) وأضعف في الصعيد والأقاليم. مع الوقت تدخلت الدولة والمؤسسات وبدأت قوانين وإجراءات تغيّر وضع المرأة تدريجيًا.

بالفعل أوضاع المرأة اتحسنت من نواحٍ عديدة: التعليم، والانتخاب، وتولي المناصب، والاشتغال في مجالات متعددة. لكن هل ده أفاد المرأة "دايمًا" من الناحية النفسية والاجتماعية؟ السؤال ده بيرجع لكل امرأة وتجربتها ومعتقداتها. في رأي المقال الأصلي، في نقد إن الحقوق المادية ما ضافتش قيمة حقيقية لبعض نواحي حياة المرأة، وإن الاستغلال والاستعباد اتغيّروا بس في الشكل.

الخاتمة

وفي النهاية أحب أقولك عزيزتي المرأة إن العصر اللي عايشين فيه، هو عصر الرأسمالية والاستغلال، ومافيش حركة واحدة على وجه الأرض نسوية أو غيره، غرضها شريف ومالهاش دوافع سياسية ومبتحكمهاش أيدولوجية معينة. وضع المرأة في العالم حالياً هو وضع مزري للغاية ومتطورش للأسف، وكل الامتيازات والحقوق المادية اللي حصلت عليها ما ضافتلهاش أي شيء. يعني قيمة المرأة في العالم من 2000 سنة هي هي نفس قيمة المرأة دلوقتي، استعباد وتحكم بس بطرق أخرى، اتغيرت بس المصطلحات. المهم يا عزيزتي إنك ما يتضحكش عليكي من أي حركة ولا تتاكلي بجو الاسترونج اندبنديد وومن. المهم إنك تعملي لايك وشير ولو انتي على اليوتيوب تشتركي على القناة. ونحب نختم الحلقة بمقولة:

"إذا كان الرجال يخرجون للحرب كرجال، هذا لأن النساء هي من صنعت هؤلاء الرجال."

المصادر

يمكنك ان تقوم بمعرفة اكثر عن حقوق المرأة من خلال هذه المصادر



شاركنا رأيك

لن يتم نشر بريدك