العبودية يا صديقي موجودة من آلاف السنين، من قبل حتى ما يتم تدوين التاريخ بشكل رسمي. مرت بأشكال وصور متعددة، ربما سمعت عن بعضها، إلى أن جاء يوم 2 ديسمبر 1949 عندما أعلنت الأمم المتحدة رسميًا إنهاء العبودية وتجريمها، وجعلت هذا اليوم احتفالًا عالميًا لإلغاء الرق.
لكن السؤال الحقيقي: **هل اختفى الرق فعلًا؟** وهل أدى هذا الميثاق إلى إنهاء العبودية نهائيًا؟
أنا مأمون، وأنت الآن تشاهد قناة المؤرخ، وجايب لك اليوم قصة جديدة عن الرق والعبودية. ولو لسه ما اشتركتش في القناة، انضم لينا، ولو عندك موضوع تحب نرجع له تاريخه من البداية للنهاية اكتبه في التعليقات.
---
**السبب: قصة سفينة “ساو جواو باوتيستا” ونظام العبودية الأطلسي**
الكاتبة **ماري إليوت** في مقالها “يجب أن نقول الحقيقة غير المتجسدة” في صحيفة *نيويورك تايمز* كشفت إن الأمريكيين غالبًا ما يعرفوش القصة الكاملة للعبودية. بتحكي إن قبل 100 سنة من وصول أول العبيد لفرجينيا، انطلقت سفينة برتغالية اسمها **ساو جواو باوتيستا** عام 1616 بدون بضائع، لأن البضاعة كانت بشرًا: رجال ونساء وأطفال أفارقة من أنجولا، تم أسرهم وشحنهم للمكسيك.
قبل وصولهم، هاجمت السفينة قرصنة من سفينتين إنجليزيتين، ومات نصف العبيد، بينما نُقل الباقون إلى **ميناء بوينت كومفرت** قرب جيمس تاون. هناك دوّن المستعمر **جون رولف** وصول "20 زنجياً غريباً" باعهم الحاكم وتم تشغيلهم في **حقول التبغ**.
هذه الواقعة كانت الشرارة الأولى **لبداية عهد جديد من العبودية المنظمة في أمريكا**.
---
**التاريخ: العبودية لم تكن قائمة على العِرق**
الكثير يعتقد أن العبيد كانوا سود البشرة فقط، لكن ماري إليوت وضّحت المفاجأة:
> "العبودية لم تكن قائمة على العرق في بدايتها."
الأفارقة والأوروبيون كانوا يتاجرون بالسلع والبشر على حد سواء لقرون عبر المتوسط. يعني حتى الأفارقة كانوا يتاجرون في العبيد أنفسهم.
لكن تجارة الرق عبر الأطلسي هي اللي **حوّلت العبودية إلى نظام عنصري مُسَوّق وموروث**، وأصبح أبناء العبيد يُولدون عبيدًا بشكل تلقائي داخل المستعمرات.
وتوضح الكاتبة إن الملكة **إيزابيلا** – اللي موّلت رحلات كولومبوس – رفضت استعباد السكان الأصليين واعتبرتهم "رعايا إسبان"، لكنها سمحت رسميًا باستيراد الأسرى الأفارقة باعتبارهم "سلعًا بشرية".
ودخلت بعدها دول أوروبية أخرى: هولندا، فرنسا، الدنمارك، وإنجلترا، وكلها شاركت في بناء **اقتصاد كامل قائم على الرق**.
---
**التطور: العبودية تتحول إلى تجارة ضخمة عبر الأطلسي**
تجارة العبيد لم تقف عند حد، بل تحولت إلى مشروع دولي ضخم. الحكومات الأوروبية كانت تحدد **كمية العبيد بالطن**، وتشترط أن يكون **26% منهم أطفال** لأن حجمهم صغير ولا يشغل مساحة كبيرة في السفن، ما يزيد "رأس المال البشري" في عنابر الشحن.
كانت رحلة نقلهم تُسمى **الممر الأوسط**، وهي واحدة من أكثر الرحلات قسوة في تاريخ البشرية.
بسبب الجوع والمرض والعنف، كان يموت حوالي **15% من الأفارقة** في كل شحنة قبل حتى ما يوصلوا الضفة التانية.
لدرجة إن بعض البحارة كانوا يهربون من الخدمة لأنهم غير قادرين على مشاهدة هذا العذاب اليومي.
ومن جهة أخرى، ذكرت **كامبريدج يونيفيرستي برس** أن مصر في القرن التاسع عشر كان بها حوالي **30 ألف عبد** من ثلاث فئات:
* شركسيات في الأسر التركية
* محظيات من الحبشة
* زنوج للخدمة المنزلية والجيش
حاول **محمد علي** إلغاء الرق لكنه واجه ضغوطًا دولية، ومع بداية حكمه بدأ محاربته لتجارة العبيد حتى أُلغي رسميًا بتوقيع اتفاقية جنيف 1926.
ويذكر **حسين كفاني** أن إنجلترا ضغطت بشدة على الخديوي إسماعيل لمنع تجارة العبيد علنًا بينما كانت تمارسها سرًا، رغم توقيعها اتفاقية 1877 مع مصر لمنعها.
أما الدكتور **محمد فؤاد شكري** فأكد أن مصر كانت من أوائل الدول اللي جرّمت تجارة العبيد، قبل حتى الأمم المتحدة، وأن إسماعيل أنفق مبالغ ضخمة من خزانة الدولة لوقف هذه التجارة.
---
**التقييم: هل انتهت العبودية حقًا؟**
رغم القوانين والمعاهدات، الغرب ظل الغرب.
حتى بعد إعلان الأمم المتحدة تجريم العبودية، ظل الفصل العنصري مزدهرًا في أمريكا حتى الستينات والسبعينات:
* حمامات للبيض وأخرى للسود
* بنزينات للبيض والسود
* مدارس منفصلة
* خدمات عامة مقسومة على أساس عِرقي
حتى بعد لينكولن، ظلت العنصرية هي الحاكم الحقيقي.
الغرب اللي يتكلم عن حقوق الإنسان في العلن كان في السر يقود تجارة العبيد، وهو نفسه اليوم اللي يدعم حركات مثل **الأفروسنتريك** ويحاول يشوه التاريخ المصري، بينما يتناسى الملايين الذين قُتلوا وشُحنوا في سفن الأطلسي.
وفي النهاية يا صديقي، العبودية لم تختفِ، لكنها تغيّرت.
اليوم توجد أشكال حديثة مثل:
* العبودية الاقتصادية
* استغلال العمال
* ساعات العمل الطويلة
* الأجور المتدنية
* الارتهان للرأسمالية
قبل ما تجاوب عن أسئلة دخلك، ومصاريفك، واشتراك النت اللي بيخلص بدري، ما تنساش تعمل لايك وشير، ولو أنت على اليوتيوب اشترك في القناة.
المصادر:
1- A Brief History of Slavery That You Didn't Learn in School - The New York
Times 2- فى يوم إلغاء الرق.. مصر أول دولة توقع على معاهدة تجريم تجارة العبيد | مبتدا
3- Slavery in Nineteenth Century Egypt | The Journal of African History | Cambridge Core
جميع تفاصيل تاريخ العبودية اضغط هنا
Elmoarekhh