ناوي شغل

اكتشاف الامريكتين ومكتشفها الحقيقي

اسم التطبيق
اكتشاف الامريكتين ومكتشفها الحقيقي
التحميلات
+10,000,000
تسعير التطبيق
مجاني
التقييمات
الفحص
آمن 100%

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك يا صديقي. نرحّب بك في الجزء الرابع من سلسلة أشياء غيّرت مجرى التاريخ. موضوعنا اليوم من أكثر الموضوعات التي اعتاد الناس على سماع إجابة واحدة عنها دون نقاش، فلو سألت أي شخص: من هو مكتشف الأمريكتين؟ سيجيبك فورًا: كريستوفر كولومبوس.

لكن هل كانت القصة بهذه البساطة؟ ماذا حدث بالضبط في تلك الرحلة؟ وماذا فعل كولومبوس عندما وصل؟ وهل كان حقًا أول إنسان تطأ قدماه تلك الأراضي؟ أم أن هناك من سبقه بسنوات، وربما بقرون؟

في هذا المقال سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة بهدوء ومنهجية، اعتمادًا على ما وصل إلينا من مصادر تاريخية، مع الابتعاد عن المبالغات أو الأحكام المسبقة، لنفهم القصة كاملة كما ينبغي.

الخطوة الأولى: كيف بدأت قصة كريستوفر كولومبوس؟

الأمريكتان قارتان واسعتان تقعان في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وتضمان اليوم عشرات الدول ويعيش فيهما مئات الملايين من البشر. لكن لقرون طويلة، لم يكن العالم القديم في أوروبا وآسيا يعرف بوجود هذه الأراضي.

في أواخر القرن الخامس عشر، كان الأوروبيون يبحثون عن طرق جديدة للتجارة، خصوصًا للوصول إلى آسيا، التي كانت تُعد مصدرًا مهمًا للتوابل والحرير والمعادن النفيسة. في هذا السياق ظهر كريستوفر كولومبوس، وهو بحّار إيطالي آمن بفكرة الوصول إلى آسيا عن طريق الإبحار غربًا عبر المحيط الأطلسي.

اعتمد كولومبوس على حسابات غير دقيقة لمحيط الأرض، فظن أن المسافة بين أوروبا وآسيا أقصر بكثير مما هي عليه في الواقع. وبعد محاولات عديدة لإقناع الدول الأوروبية بتمويل رحلته، وافقت إسبانيا أخيرًا على دعمه.

وفي 12 أكتوبر عام 1492، وصل كولومبوس إلى إحدى جزر البحر الكاريبي، وهي جزر البهاما حاليًا. ظن الرجل أنه وصل إلى أطراف الهند، ولهذا أطلق على السكان الأصليين اسم “الهنود”.

استمر كولومبوس في رحلاته لاحقًا، فزار كوبا وفنزويلا، وكان مقتنعًا حتى وفاته أنه وصل إلى آسيا، لا إلى قارة جديدة. ومع ذلك، مثّلت رحلته نقطة تحوّل كبرى في تاريخ العالم، لأنها فتحت الباب أمام التواصل المستمر بين أوروبا والعالم الجديد، وما تبعه من استعمار وتغييرات سياسية واقتصادية وثقافية هائلة.

الخطوة الثانية: من كانوا أول من سكن الأمريكتين فعلًا؟

عند الحديث عن “الاكتشاف”، لا بد أن نطرح سؤالًا منطقيًا: هل كانت الأمريكتان أرضًا خالية قبل وصول الأوروبيين؟

الإجابة الواضحة التي يتفق عليها المؤرخون وعلماء الآثار هي: لا.

تشير الأدلة العلمية إلى أن أول من سكن الأمريكتين هم البشر القادمون من آسيا، وذلك منذ أكثر من 15 ألف سنة. في تلك الفترة، كان هناك جسر بري يُعرف باسم برزخ بيرنج، يربط بين سيبيريا وألاسكا، وسمح للإنسان بالانتقال إلى القارة الجديدة.

هؤلاء البشر انتشروا تدريجيًا في أرجاء القارتين، وأسّسوا مجتمعات وحضارات متقدمة.

من بين هذه الحضارات، ظهرت حضارات عظيمة مثل المايا في أمريكا الوسطى، والأزتك في المكسيك، والإنكا في أمريكا الجنوبية. وقد تميّزت هذه الحضارات بنظم زراعية متطورة، ومعرفة فلكية دقيقة، وفنون وعمارة ما زالت آثارها قائمة حتى اليوم.

وبالتالي، من الناحية التاريخية والإنسانية، فإن السكان الأصليين هم أول من عاش في الأمريكتين، وليسوا “مكتشفين” بالمعنى الأوروبي للكلمة، بل أصحاب الأرض الأصليون.

هذا الفهم يغيّر كثيرًا من طريقة النظر إلى مصطلح “الاكتشاف”، إذ إن ما حدث في القرن الخامس عشر لم يكن اكتشافًا لأرض مجهولة، بل كان لقاءً بين عالمين لم يكن بينهما تواصل سابق.

مواضيع قد تهمك

الخطوة الثالثة: هل وصل أحد من أوروبا قبل كولومبوس؟

مع تطور البحث التاريخي، ظهرت أدلة تؤكد أن بعض الأوروبيين وصلوا إلى الأمريكتين قبل كولومبوس بعدة قرون. أبرز هؤلاء هم الفايكنج، وهم شعوب جرمانية عاشت في شمال أوروبا.

تشير المصادر الإسكندنافية القديمة إلى أن بحّارًا يُدعى ليف إريكسون أبحر من آيسلندا إلى جرينلاند، ثم وصل بالخطأ إلى أرض جديدة في أمريكا الشمالية، أطلق عليها اسم “فينلاند”، أي أرض الكروم.

وقد عُثر في كندا على بقايا مستوطنة فايكنجية تعود إلى أوائل القرن الحادي عشر الميلادي، وهو دليل أثري واضح على وجودهم هناك قبل كولومبوس بحوالي 500 عام.

لكن رغم هذا الوصول المبكر، فإن وجود الفايكنج كان محدودًا ومؤقتًا، ولم يؤدِ إلى تواصل دائم أو تأثير واسع النطاق مثلما حدث بعد رحلة كولومبوس.

لذلك، يرى كثير من المؤرخين أن الفايكنج كانوا أول أوروبيين وصلوا إلى أمريكا، لكن كولومبوس كان أول من فتح باب الاتصال المستمر بين القارتين، وهو ما جعله يحتل هذا الموقع البارز في كتب التاريخ.

الخطوة الرابعة: ماذا عن الروايات التي تتحدث عن وصول المسلمين قبل كولومبوس؟

ظهر في العصر الحديث عدد من الباحثين الذين طرحوا تساؤلات حول إمكانية وصول بحّارة مسلمين إلى الأمريكتين قبل كريستوفر كولومبوس. استندت هذه الطروحات إلى بعض النصوص التاريخية والخرائط القديمة.

من بين هذه الإشارات ما ورد في كتابات المؤرخ والجغرافي المسلم أبو الحسن المسعودي، الذي تحدث عن رحلات بحرية غربًا عبر المحيط الأطلسي، ووصف أراضي بعيدة وغنية.

كما أشار بعض الباحثين إلى أن كولومبوس نفسه ذكر في مذكراته أنه رأى عند وصوله إلى إحدى الجزر تلة تشبه المسجد في شكلها. إلا أن كثيرًا من المؤرخين يرون أن هذا الوصف كان مجازيًا، ولا يدل بالضرورة على وجود بناء إسلامي فعلي.

كذلك، طُرحت تفسيرات لغوية لبعض أسماء الجزر أو القبائل، لكن هذه التفسيرات لم تحظَ بإجماع علمي، إذ يرى المتخصصون أن التشابه اللغوي وحده لا يكفي لإثبات تواصل حضاري مباشر.

لهذا، فإن الرأي الأكاديمي السائد اليوم يؤكد أن هذه الفرضيات تظل محل نقاش، لكنها تفتقر إلى الأدلة الأثرية القاطعة التي يمكن أن تثبت وجودًا إسلاميًا دائمًا في الأمريكتين قبل العصر الحديث. ومنهج البحث التاريخي يقتضي عرض هذه الآراء باعتبارها اجتهادات، لا حقائق نهائية.

المصدر

لمشاهدة الفيديو لشرح افضل يرجي الضغط هنا



شاركنا رأيك

لن يتم نشر بريدك